حسب قراءاتي الحديثة هناك مقولة متداولة ـ لست متأكداً من دقتها ـ أن الأمراض النفسية هي الأوسع انتشاراً في المجتمع الإنساني المعاصر وهي الأخطر أيضاً لأن التعرف عليها والإقرار بوجودها متصل بثقافة الفرد والمجتمع وارتباطهما ببيئة وواقع الإنسان ، فكثيرا ما يعبر الناس عن خوفهم من زيارة الطبيب النفسي أو المستشفى النفسي ، لآن رؤية الأقارب و الجيران والأصدقاء لهم في هذا المكان معناه ( وصمة مرض نفسي ) ستلتصق بهم وتبعاتها عليهم قد لا تحتمل خاصة إذا كانت المريضة أنثى فذلك يهدد مستقبلها ولا شك .
والعجيب أن البعض يعتقد أن مفهوم الوصمة هو حكرا على مجتمعاتنا المحلية وأن المجتمعات الغربية المتقدمة خالية منها كما يصور ذلك الإعلام الغربي و الواقع التاريخي يحكي لنا أن الوصمة انتقلت لنا من الغرب ، ففي العصور الوسطى كان المريض النفسي يعالج على يد رجال الكنيسة لذلك سادت خرافات وهمية تربط المرض النفسي بالأرواح الشريرة والجان و السحر وتلبس الجان وظهر تطرف في التعامل مع المريض النفسي فعمدوا إلى عزله في أماكن سيئة و التقييد بالسلاسل لمدة طويلة حتى وصلوا إلى الحرق للتخلص من ما تلبسه من أرواح .
إن المعتقدات الوهمية حول المريض و المرض النفسي كثيرة ومتنوعة وأسهمت وسائل الإعلام في تأصيل العديد منها سواء من خلال تصوير المريض النفسي في صور مبالغ فيها جداً أو من خلال جعلهم محط سخرية واستهزاء وموضوع نكت وفكاهات ، بالإضافة إلى رسم صورة للطبيب النفسي بأنه منكوش الشعر له سلوكيات غريبة متأثر بمرض من يعالجهم ، فضلا عن الغموض الذي يحيط بالظواهر و الموضوعات النفسية وقلة العلم بها عند كثير من شرائح المجتمع المثقفة منها قبل الجاهلة هذا الغموض فتح مجال للخيال لينسج الصور والأسباب و المظاهر السلبية المبالغ فيها وتسميتها بمصطلحات نابية أو إرجاعها إلى قوى خفية ( كالسحر والعين والجان ) كل هذه الأسباب جعلت من الوصمة أمراً بالغ التعقيد والتخلص منه يحتاج إلى جهد ووقت وتكاتف العديد من الجهات الحكومية والخاصة .
ومن الأساليب و الوسائل المقترحة لمحاربة هذه الوصمة ما يلي :1- دمج العيادات النفسية مع باقي العيادات الأخرى في مستشفى واحد حتى يرفع الخوف و الحرج عن المريض عند مراجعته للطبيب النفسي ، ويصبح الدخول لعيادة الطب النفسي أمر معتاد للجميع .
2- ظهور الأطباء النفسيين للمجتمع من خلال محاضرات توعوية وتقديم خدمات إنسانية عن طريق مؤسسات خدمية بالمجتمع تسهم في تصحيح الصورة عن الطبيب النفسي وتنشر ثقافة صحيحة عن العلاج النفسي .
3- استخدام المصطلحات العلمية الصحيحة للاضطرابات النفسية ، وإحلالها بدلاً من المصطلحات النابية الجارحة للمريض النفسي كالمجنون و المعتوه و المتخلف العقلي أمر بالغ الأهمية .
4- نشر ثقافة أن المريض النفسي لم يختار أن يصاب بهذا المرض وأنه ابتلي به كما يبتلى الآخرون بأي مرض عضوي آخر لذا فالعلاج النفسي كالعلاج من مرض كالزكام أو القرحة أو الكسور ، كما يرتبط بذلك كشف الحقيقة العلمية أن العقاقير النفسية ليست مخدرات ولا تؤدي إلى الإدمان كما يعتقد الكثير من الناس .
5- أن يسهم رجال الدين من خلال المساجد و الخطب و المحاضرات و الندوات الدينية بدعم العلاج النفسي وأن يتكامل مع العلاج بالرقية الشرعية وأن ليس كل ما يصيب الإنسان هو مس أو سحر وأوعين .
6- أن يساهم الإعلام في تصحيح الصورة للمرض و المريض النفسي وأن يروج لدعم المريض النفسي واحتوائه حتى يتخلص من اضطرابه النفسي ويعود صحيحاً معافا .
7- دعم الطبيب النفسي من الأطباء الآخرين بتحويل الحالات النفسية لهم وعدم النزول لخوف المريض من الطبيب النفسي وصرف أدوية من قبلهم بحجة عدم رغبة المريض في الذهاب للعيادة النفسية .
8- محاربة الخرافات الوهمية والقناعات السلبية تجاه المريض والمرض النفسي عبر وسائل الأعلام المختلفة والبرامج والأنشطة المدرسية و الحملات والمحاضران والندوات العامة وعبر المساجد والخطب الدينية
9- بيان أن الطب النفسي على مر العصور ساعد الإنسان على التخلص من العديد من المشكلات النفسية وتعامل معها ايجابياً ووجه سلوك الإنسان نحو تمتعه بصحة سليمة ودعم تكيفه مع بيئته وظروفه ونجح في ذلك .
10- إنشاء الجمعيات المتخصصة التي تقدم الدعم لأسرة المريض النفسي لتفهم حالته وكيفية التعامل معه حال مرضه وكيف تسهم في دمجه في حياته بعد شفاءه .
والعجيب أن البعض يعتقد أن مفهوم الوصمة هو حكرا على مجتمعاتنا المحلية وأن المجتمعات الغربية المتقدمة خالية منها كما يصور ذلك الإعلام الغربي و الواقع التاريخي يحكي لنا أن الوصمة انتقلت لنا من الغرب ، ففي العصور الوسطى كان المريض النفسي يعالج على يد رجال الكنيسة لذلك سادت خرافات وهمية تربط المرض النفسي بالأرواح الشريرة والجان و السحر وتلبس الجان وظهر تطرف في التعامل مع المريض النفسي فعمدوا إلى عزله في أماكن سيئة و التقييد بالسلاسل لمدة طويلة حتى وصلوا إلى الحرق للتخلص من ما تلبسه من أرواح .
إن المعتقدات الوهمية حول المريض و المرض النفسي كثيرة ومتنوعة وأسهمت وسائل الإعلام في تأصيل العديد منها سواء من خلال تصوير المريض النفسي في صور مبالغ فيها جداً أو من خلال جعلهم محط سخرية واستهزاء وموضوع نكت وفكاهات ، بالإضافة إلى رسم صورة للطبيب النفسي بأنه منكوش الشعر له سلوكيات غريبة متأثر بمرض من يعالجهم ، فضلا عن الغموض الذي يحيط بالظواهر و الموضوعات النفسية وقلة العلم بها عند كثير من شرائح المجتمع المثقفة منها قبل الجاهلة هذا الغموض فتح مجال للخيال لينسج الصور والأسباب و المظاهر السلبية المبالغ فيها وتسميتها بمصطلحات نابية أو إرجاعها إلى قوى خفية ( كالسحر والعين والجان ) كل هذه الأسباب جعلت من الوصمة أمراً بالغ التعقيد والتخلص منه يحتاج إلى جهد ووقت وتكاتف العديد من الجهات الحكومية والخاصة .
ومن الأساليب و الوسائل المقترحة لمحاربة هذه الوصمة ما يلي :1- دمج العيادات النفسية مع باقي العيادات الأخرى في مستشفى واحد حتى يرفع الخوف و الحرج عن المريض عند مراجعته للطبيب النفسي ، ويصبح الدخول لعيادة الطب النفسي أمر معتاد للجميع .
2- ظهور الأطباء النفسيين للمجتمع من خلال محاضرات توعوية وتقديم خدمات إنسانية عن طريق مؤسسات خدمية بالمجتمع تسهم في تصحيح الصورة عن الطبيب النفسي وتنشر ثقافة صحيحة عن العلاج النفسي .
3- استخدام المصطلحات العلمية الصحيحة للاضطرابات النفسية ، وإحلالها بدلاً من المصطلحات النابية الجارحة للمريض النفسي كالمجنون و المعتوه و المتخلف العقلي أمر بالغ الأهمية .
4- نشر ثقافة أن المريض النفسي لم يختار أن يصاب بهذا المرض وأنه ابتلي به كما يبتلى الآخرون بأي مرض عضوي آخر لذا فالعلاج النفسي كالعلاج من مرض كالزكام أو القرحة أو الكسور ، كما يرتبط بذلك كشف الحقيقة العلمية أن العقاقير النفسية ليست مخدرات ولا تؤدي إلى الإدمان كما يعتقد الكثير من الناس .
5- أن يسهم رجال الدين من خلال المساجد و الخطب و المحاضرات و الندوات الدينية بدعم العلاج النفسي وأن يتكامل مع العلاج بالرقية الشرعية وأن ليس كل ما يصيب الإنسان هو مس أو سحر وأوعين .
6- أن يساهم الإعلام في تصحيح الصورة للمرض و المريض النفسي وأن يروج لدعم المريض النفسي واحتوائه حتى يتخلص من اضطرابه النفسي ويعود صحيحاً معافا .
7- دعم الطبيب النفسي من الأطباء الآخرين بتحويل الحالات النفسية لهم وعدم النزول لخوف المريض من الطبيب النفسي وصرف أدوية من قبلهم بحجة عدم رغبة المريض في الذهاب للعيادة النفسية .
8- محاربة الخرافات الوهمية والقناعات السلبية تجاه المريض والمرض النفسي عبر وسائل الأعلام المختلفة والبرامج والأنشطة المدرسية و الحملات والمحاضران والندوات العامة وعبر المساجد والخطب الدينية
9- بيان أن الطب النفسي على مر العصور ساعد الإنسان على التخلص من العديد من المشكلات النفسية وتعامل معها ايجابياً ووجه سلوك الإنسان نحو تمتعه بصحة سليمة ودعم تكيفه مع بيئته وظروفه ونجح في ذلك .
10- إنشاء الجمعيات المتخصصة التي تقدم الدعم لأسرة المريض النفسي لتفهم حالته وكيفية التعامل معه حال مرضه وكيف تسهم في دمجه في حياته بعد شفاءه .
هناك 11 تعليقًا:
مبروك المدونة
ومبروك وصولك المتأخر
لأن تصل متأخرا خير لك من ألا تصل
مبروك العالمية
الآن صرت عالمي بهذه المدونة
تستاهل يا بوأسامة
وإطلالة حلوة
ومقالة جميلة
واصل
كي تكون نشيطا لا تقل عن تدوينة لكل أسبوع
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع هام
و تأتي اهمية من جهل الناس له
و غلا فالمرض النفسي مثل العضوي تماما
إلا أنه يختلف بالنسبة للعلاج قليلا
فعلاجه من النوع السهل الممتنع
يتبع
تتمة :
فعلاج المريض النفسي بيده قبل كل أحد فقط يحتاج ان يقتنع انه مريض
و الحمد لله فالمسلمين اقل من غيرهم بالنسبة للأمراض النفسية لارتباطهم بكتاب الله
قال تعالى
(( الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))
فألف شكر لك ابا اسامة على هذه المقالة التنويرية حول هذه المشكلة التي يعاني منها البعض
وفقك الله
أخوك / أبو ماجد
اخي ابو اسامة
بارك الله فيك وفي جهودك التي تترك بصمة مؤثرة وفعالة في مجتمعنا
سلمت اناملك لكل ما تخطه من مواضيع هادفه
مع املي ان يستمر اللقاء بك وبحروفك من خلال متابعة ما تدونه هنا
دمت في سعادة
اتركك في رعاية الله
اخوك
ابو احمد
سدد الله خطاك استاذنا الكريم
وأتمنا لك التوفيق
أخوك
حسـام
ألف مبروك يا أباأسامة
وموضوع جدير بالقراءة والإطلاع
وننتظر منك المزيد
ارجو الأستمرار في تزويدنا من دررك الغالية ..ياغالي
وهذا ليس بمستغرب على أمثالك
سر والله معك
وراءك أمم من الشباب تريد أن تستفيد
أخوك ومحبك / محمد الشيخ حسين
تسلم يمينك يابوأسامة ومشكور على هالموضوع الجيد والمفيد واصل أبداعاتك وزودنا من خبراتك وثقافتك وأنا متأكد أن هذا قليل مما لديك
أخوك أبو عبد اللطيف
دائما مبدع يا أبا أسامة
طرقت موضوعاً مهماً وحساساً في نفس الوقت
بداية موفقة أتمنى أن تتحفنا بالمزيد في قادم الأيام
تقبل مني التحية
أخوك
عادل العتيبي
مبروك على المدونة أخوي الكبير أبو أسامة
كنت اتمناها تكون محترفه على موقع مستغل ..
لأني أعرف من هو أ. عبدالمحسن .
مبروك .. سعدت جدا بالمدونة .. لأني افرح وأسعد بقراءة أيميلاتك
وفقك الله وسدد خطاك ..
__________ابو طارق_________
لا أقول الا .... جمال المقال من جمال وروعة كاتبه ...
__________ابو طارق_________
بالفعل اكثر مايقال عنه انه وصمة مرض نفسي او ((مستشفى المجنانين )) .. وهذا يعود للاسف لتخلف مجتمعنا فهناك اشخاص ناجحون في حياتهم العمليه والعلميه ومع ذالك يزورن الطبيب النفسي مره في السنه على الاقل .. كثيرين يرتكبون الجرائم او ينتحرون بسبب هذا المرض اذا تفاقم .. حتى بعض المرضى الذين يتحسنون بعد العلاج يرفضو فكرة انو الطبيب هو المسئول عن التحسن بعد ارادة الله ويعزونها للارواح وما الى ذالك كما تفضلت ..
قلم رائع اسجل اعجابي الشديد لشخصك الكريم ..
إرسال تعليق